مرايا ومتناقضات

حياتنا مليئة بالمرايا والمتناقضات

لعل أعجب المرايا تلك الخفية.

ولعل أعجب المتناقضات تلك المتلاقية.
هناك لحظة متناقضات. إنها لحظة نهاية وبداية.
وفى البدايات تتلاقى الأصول والرموز وتجتمع الأسباب والنتائج.
الموت والحياة وجهان لعملة واحدة. وهناك مَن يعيش حياة كالموت.
قد توهَب حياة برفقة مَن يُحيى جماداتك، وقد تعانى مسايرة حياتك مع مَن يجمد أحياءك منتظرًا وقت الإرواء لتنبت جماداتك كالبذور مجددًا.  
هناك الرحيم الذى يتحول إلى جلاد قاسٍ، وهناك الرحمة القاسية.
قد تتحول أنت إلى عدو نفسك، وقد يتحول العدو إلى النفس.
ربما نتواصل مع العالم ونغترب عن أنفسنا. وفحص الآخر أيسر من فحص الذات.
آدم يصنع التاريخ، وحواء تصنع المستقبل. آدم يبنى المدن، وحواء تبنى البشر. الرجل يفتخر بقوته، لكن للمرأة قوة أبقى.
إن كان للجبال الشاهقة جمالها فلها وعورتها، وإن كان للوديان انخفاضها فإنها تحظى باستوائها والحياة المفعمة فيها.
هناك الحقيقة التى تلد الخيال، وهناك الخيال الذى يلد الحقيقة.
وكما أن عقولنا تملك إجابات، فهى أيضًا مليئة بالأسئلة:
   * لماذا المعاناة؟ ولماذا تقسو الحياة علينا؟
  * كيف يتم تطعيم الطفل ضد مكدرات ومعوقات وأهوال الحياة؟
  * هل مراحل حياة الإنسان المختلفة هى دليل طبيعى على نظرية التطور؟
  * هل هناك شبه بين الكائنات الحية والجمادات؟ وهل نحن ككائنات نشبه الكلمات والأرقام؟
  * مَن سيرث أغلى مقتنياتى المادية على الإطلاق؟
  * إن كان هناك قيامة فلمن تكون تلك المكونات والعناصر الأولية التى تشاركت فيها أجساد أناس كثيرة على مر العصور؟ مَن مِن الناس تعود فتشكله، ومن تتركه مفرغًا؟
  * كيف يمارس البعض النازية الفكرية؟
  * هل هناك فلسفة لآكلى لحوم البشر؟
  * كيف نفسر الإدراك فوق الحسى؟
  * ما السر الذى يعمل على تحويل المادى إلى معنوى؟ ما الذى يحول النبضات الكهروكيميائية للخلايا العصبية بالمخ إلى أفكار مجردة ومشاعر؟
  * وأخيرا، لماذا لا نفطن لقيمة مَن نلقاهم فى الحياة إلا متى رحلوا عنا؟

             لا بأس إن نظرت يومًا لذاتك فى مرآة أخرى
                    غير تلك المعتاد عليها
                       فهيّا ننظر معًا فيها
  وهيّا نخطف نظرة فى مرآةٍ وإن كانت خفية إلا أنها لا تخفى الحقائق