الجمعة، 15 يناير 2021

الرحلة المُبدئة للحياة

إنها رحلة كفاح مضنية لنصفك الأول نحو نصفك الثانى. رحلة الحيوان المنوى الممثِّل لوالدك حاملًا الصفات التى ترثها منه نحو البويضة الممثِّلة لوالدتك حاملة الصفات التى ترثها منها. وقد زوده خالقه بالوقود الكافى لتلك الرحلة المُبدِئة لحياتك حتى مُستقرَّه الأخير أى البويضة الموجودة داخل حصنها. ذلك الجدار السميك الذى لا يُخترَق إلا بإذابته بمواد مذيبة معينة يفرزها الحيوان المنوى هو وأقرانه معًا. إلا أن واحدًا فقط هو الذى يفوز باقتحام قلبها ومن ثَمَّ يترك كل ما له ويذوب داخلها ناسيًا استقلاليته تمامًا.
ودعنا نترجم ذلك علميًا: إن حيوانًا منويًا واحدًا ينجح فى اختراق جدار البويضة الداخلى ويصبح جداره الخلوى امتدادًا لجدارها الخلوى. لتدخل نواته وتتحد بنواة البويضة ليذوبا فى كيان واحد جديد. وهكذا يتخلى الحيوان المنوى عن باقى أجزائه خارجًا فيما عدا نواته، ليختفى بداخل البويضة. أما البويضة فتُبدِى إخلاصها التام وذلك بمنعها -بواسطة إفراز مواد كيميائية معينة- لأى حيوان منوى آخر من الدخول.

مرايا ومتناقضات